عشّ الديدان
في ذات يوم، بينما حارث يتفقّد جنينته، أبصر عشّ ديدان على شجرة تفّاح فتيّة بدأت تورق، وعندما آب إلى منزله أمر ابنه بأن يأخذ سلّمًا ويذهب إلى الشجرة لقطع الغصن الذي اتّخذته هذه الضيوف الضارّة مستقرًّا لها، ثمّ أردف قائلًا:
- إنّها شجرة قد غرستها يوم مولدك، يا بني، فعليك أن تعنى بها.
إلّا أنّ الابن بدلًا من أن يطيع أمر أبيه، واصل دور لعب الكلل الذي كان قد شرع به مع أولاد الجيران، وقال في نفسه:
- غدًا سيتّسع لي المجال لأزيل الديدان عن شُجيرتي.
وفي الغد بينما كان مزمعًا على الشروع في العمل، جاءه رفاقه يأخذونه ليشاهد طيّارة ورق ترتفع في سماء السهل، فلم يردَّ طلبهم ولم يرفض اقتراحهم السّارّ، وفكّر في نفسه فقال:
- هَهْ! إنّ شجرة التفّاح تستطيع الانتظار أربعًا وعشرين ساعة.
وانقضى الأسبوع على هذا المنوال، فكان الابن ينتحل كلّ يوم عذرًا ليؤخر العمل الذي وكّله به أبوه.
في النهاية عندما ذهب إلى الجنينة بسلّمه، كان اندهاشه وألمه شديدين، لأنّ الديدان اجتاحت جميع أغصان شجرة التفّاح وأتت على أوراقها، فتعرّت منها وضاع كلّ أمل في اجتناء ثمارها.
ترجمة يوسف س. نويهض
من كتاب
LeÇons illustreés de franÇais - Brevet